هل تتفق معى في هذا الكلام ؟ هل كنت تعرف أن السعادة هى خيار أم أنك تؤمن بأن السعادة أمر تجد نفسك فيه ولا يمكنك أن تختاره؟ في الواقع، الكثير من الناس منذ العصور السابقة وحتى عصرنا هذا يعتبر أن السعادة أمر يجب أن نسعى لإكتسابه عن طريق الحصول على وظيفة مرموقة أو تكوين ثروة طائلة أو الحصول على شريك الحياة وكثير من الأشياء التى يعتقد الناس أنهم يجب أن يفعلوها للحصول على السعادة المهم كل هذا يتمركز حول الإعتقاد السائد أن السعادة توجد فقط خارج أنفسنا.
منذ أن كنت طفلا في المنزل أو المدرسة تسمع كثيرا عن معتقدات ومفاهيم من الوالدين والأهل والمجتمع وتتكرر بصفة دائمة إلى أن تنطبع وتتأصل فيك تربط لك السعادة بأشياء معينة إذا لم تتوفر لديك ستكون شقيا. وهم أيضا تأصلت فيهم بنفس الطريقة وهكذا تتوارث جيلا بعد جيل. وبما أن المفاهيم الخاطئة يمكن أن تغرس فينا منذ الصغر وتصبح لدينا معتقد فلماذا لا نطبق نفس مفهوم التكرار بطريقة أخرى؟
معنى هذا الكلام ببساطة أنك يمكن أن تختار السعادة بتغيير المفهوم السائد عن السعادة وتقوله لنفسك مرارا وتكرارا إلى أن يستقر في عقلك الباطن وتصبح السعادة والتفاؤل والإيجابية عادة ومعتقد ومبدأ جميل تعيش به حياتك، وسوف ترى أنك فعلا ستصبح سعيد وستنجز أشياء لم تحلم يوما بها.
تقول ماري لو ريتون " التفاؤل هو مغناطيس السعادة ، عش بإيجابية وستنجذب لك كل الأشياء الجيدة والناس الجيدين والنجاح والسعادة"
بالتأكيد تمر على كل إنسان لحظات من الأحداث المحزنة التي قد تغير مجرى حياته ولكن إذا عاش الإنسان بمبدأ التفاؤل والإيجابية فسوف يحول كل حزن عنده إلى سعادة ، وسنام هذا الأمر كله أن لا شيء في هذه الحياة يدوم على حاله وأن الحياة هي نفسها لا تدوم وإنما هي فترة وستنقضي وهى فترة إختبار وإمتحان ولابد لكى تنجح فيه أن تعمل عملا صالحا ولكى تعمل عملا صالحا لابد أن تتفاءل وتكون إيجابيا وتطرد الأفكار السلبية من حياتك.
وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية " إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الأخرة" فهذه الكلمات تدور حول نفس مفهومنا أن الدنيا يجب ان تعاش بفرح وسرور وسعادة ويجب أن نسعى لتكون هذه معتقداتنا في الحياة لينجذب لنا كل ما يساعدنا لنكون سعداء.
ومما يساعدك على أن تكون سعيدا في حياتك هو أن تربط سعادتك بما يرضى الله ورسوله وتجعل طاعة الله عز وجل هى مصدر سعادتك وحتى لو كان هذا الأمر صعب في بدايته لأن هنالك عدو ملازم لك في كل حياتك وهو الشيطان ولكن بالمجاهدة ستصل لمبتغاك وستجد أن السعادة الحقيقية هى في رضوان الله كما قال الله عز و جل : " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" سورة العنكبوت : 69
يقول حكاء السعادة:
" ابحث عن أسباب سعادتك في غرفتك، فإن لم تجدها ففي الغرفة المجاورة داخل دارك، فإن لم تجدها ففي بيت قريبك، فإن لم تجدها فلدى جارك، وهكذا عند الاقرب فالأقرب ، وهكذا فإن السعادة أقرب ما تكون إليك وأنت تظن أنها أبعد ما تكون عنك "
هادى المدرسي
" إن السعداء بالدنيا غدا، هم الهاربون منها اليوم "
على بن أبى طالب
" كل شيء في هذه الدنيا يمكن أن يكون مصدر للسعادة إذا نظرنا إليه كمصدر للسعادة"
هادى المدرسي
.jpg)
0 التعليقات: